المدة الزمنية 8:10

قصة عميقة من الأدب الروسي تكشف عن معان جميلة دولة قطر

3 647 مشاهدة
0
219
تم نشره في 2021/07/20

✍ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *. حال ولحظة تُدرِك أنك أسَّست على غلط، انقطع، وقل سأبدأ من جديد. النية توجه، صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا *، غير مسموح أن تنحرف قليلاً. مع كل إمعان، تجد نفسك في عالم آخر، تنتهي إلى غاية أُخرى، ولذلك مولانا الجلال الرومي يقول بعد أربعين سنة لا تزال مخازننا فارغة، من البُر (القمح). يُوجَد ثقب الشركية الذي يُفسِد الخزين. ✍ ولذلك إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ *. قال مِنْ قَرِيبٍ *. عكس الذين أمعنوا لسنوات؛ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ *، أراد الشرق، ووجد نفسه في الغرب. كلما أمعنت في الغلط، عز عليك أن تعود عنه؛ لأن عندك إنجازات وربما شهادات، وهناك الثناء الحسن على ألسنة الناس. ✍ هناك قصة رمزية في الأدب العالمي تكشف عن هذا المعنى. تقول رجلٌ اعتاد أن يعود من عمله إلى بيته الذي يبعد قليلاً من طريق مُعيَّنة، سنوات يسير فيها ويعرفها. وذات يوم عرض له رجل لا يعرفه، وقال له أنا أدلك على طريق أقصر. قال يا رجل، هذه أقصر طريق، وأعرفها! قال لا، أنا أعرف منك. هذا إبليس، أو النفس المُشرِكة. ✍ فأخذ معه، وانقضت المُدة التي يكون في مثلها وصل إلى بيته، ولم يصل. قال أين؟ قال أوشكنا على الوصول. واصل معه، وتضاعفت المُدة، يا رجل - قال له - أبعدتني عن بيتي! قال عليك بالصبر. ✍ تقول الحكاية وتختتم لما طال عليه الأمر جداً، أقنع نفسه أنه لا بُد أن يُواصِل. قال سنصل بطريقة أو بأُخرى، حتى لا نُضيع كل هذا. كنا نصل في عشر دقائق، لكن الآن أضعنا أربع ساعات، فهل سنضيع كل هذا؟ ولن يصل! ✍ قصة رمزية، عميقة جداً، في الأدب الروسي! الله قال طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ *، حين يطول العمر، تكون زاوية الانحراف قد انفرجت، وعز على الإنسان أن يعود إلى البداية، ولذلك قال يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ *. كأن التوبة لا تتهيأ إلا إن كانت من قريب. ما إن تتهيأ التوبة، الله يقبلها. لا يُوجَد مَن هو أرحم منه ولا أحرص منه علينا وعلى نجاتنا. المُشكِلة أنها لا تتهيأ، إن كانت من بعيد. وهذا الذي نلحظه في البشر حولنا، تجده على انحراف واضح، وصار عمره سبعين سنة، وقال له الطبيب أنت مُصاب بالسرطان، وسترتحل يا أخي. ومع ذلك لا فائدة، لا يُصلي! ويقول لك الله غفور رحيم، والإيمان في القلب، والقلب الأبيض والقلب الأسود! نحن لا ندعو عليه، حاشا لله، نحزن ونرثي له، وتتقطع قلوبنا. ✍ هذا الذي حدث مع إبليس، طيلة هذه السنوات كان يبتعد، أي لعل إبليس لو أُمِر في أول نشأته، لربما سجد لآدم. مُشكِلته ليست هذه، مُشكِلته أنه طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ *، وهو يستثمر في هذه الفترة الطويلة في وثنية النفس، أنا وأنا وأنا! يستغل العبادة ومظاهر الطاعة، لبناء وثن النفس! ----------------- بتصرف من خطبة مبدأ الإبليسية https://bit.ly/3zfYFtR للدكتور #عدنان_إبراهيم.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 13