المدة الزمنية 1:9:53

المحاضرة الثالثة مصادر التعلم المفتوحة دولة قطر

تم نشره في 2023/02/16

الانتفاع بالمصادر المفتوحة: إن البرمجيات الأجنبية المعقدة والتي بحاجة إلى تكييف تعتبر حلاً مثالياً لكثير من المشكلات، فهي تؤمن حلولاً عملية ومتكاملة للكثير من الشركات الكبيرة، ناهيك عن كون تلك البرمجيات مجربة وموثوقة وعالية الكفاءة، كيف لا وهي تستخدم في معظم الشركات الكبرى حول العالم وخاصة برمجيات المصادر المفتوحة. وتعد المصادر المفتوحة مبادرة المجتمع ضد الاحتكارات وفرضها أسعار مرتفعة وما يؤديه من احتكار للمعرفة بل وإعاقة للتطور لأنها تطرح المبتكرات بحسب مصالحها المادية وتريد أن تستغل كل اكتشاف أو تطوير جديد حتى النهاية لذلك تتأخر في طرح الاكتشافات الجديدة في السوق. وعلى النقيض من الشركات التجارية الكبرى فالبرمجيات المفتوحة تكتب وتحضر من قبل متطوعين يتشاركون في تطوير البرمجيات. وكل شخص في العالم يمكنه الانتفاع بها وتعديلها وتوزيعها بدون دفع أي مقابل للمؤلف ولكن وبدون أن يطلب مقابل من أحد. وأشهر هذه البرمجيات هي Linux الذي أصبح من أقوى البرامج المنافسة وهو يسير نحو 30% من مخدمات المواقع الإليكترونية في الإنترنت في العالم بما في ذلك الموقع الشهير أمازون Amazon.com. إن المصادر المفتوحة تمثل مصدراً جيداً لتطوير صناعة البرمجيات في البلدان النامية ولكن لا بد من التذكر أنه لا يجوز بيعها أو بيع النسخ المعدلة منها. لكن يمكن شركات البرمجيات التجارية تبتكر طرق للانتفاع بهذه المصادر المفتوحة عبر بيع الزبون خدمات ودعم تطبيق هذه البرمجيات دون قبض أي ثمن للبرمجيات نفسها, ولكن في سورية الممارسات تذهب لقبض ثمنها مستفيدين من جهل الزبون بذلك. واعتماد Linux لتطوير أنظمة وبرمجيات يساعد في تطوير فهم خبراء البلدان النامية لهذه البرمجيات المركبة وفهم أنظمة التشغيل وتطوير المهارات عموماً. وبمشاركة مبرمجي البلدان النامية في تطوير هذه المصادر المفتوحة يحولهم أكثر فأكثر إلى مشاركين في تطوير البرمجيات بدلاً من بقائهم مستقبلين لها ومن الأمثلة حول استعمال Linux في البلدان النامية أن الجامعات تستطيع، حتى لو كانت تجهيزاتها قديمة وذواكر حواسيبها محدودة تستطيع ورغم ذلك عبر الربط مع مخدمات كبيرة لتشغيل مختبرات لإعطاء دورات في الهندية وبرمجة الكومبيوتر. وفي سورية سيخفف الانتفاع بالمصادر البرمجية المفتوحة كثيراً من تكاليف تطبيق المعلوماتية، فبدلاً من تدريس نظام التشغيل Windows المرتفع الثمن والذي يتطلب شراء آلاف الرخص المرتفعة الثمن يمكن تدريس نظام التشغيل Linux، وبدلاً من تدريس برنامج Microsoft Office العالي التكلفة يمكن تدريس برنامج Open Office المتوفر مجاناً والذي يؤكد الخبراء أنه لا يقل كفاءة عن برنامج Microsoft Office، ويمكن توفير تلك التكاليف الكبيرة لاستثمارها في تحسين العتاد الصلب المطلوب والشبكات والبرمجيات الأخرى، ويمكن القياس على ذلك لشراء برامج لها نفس الجودة وبتكاليف أقل، وتخفيض الاعتماد على نوع واحد من البرمجيات. مثلاً منظمة ال UNRWA التي تتبنى تدريس شريحة ضيقة من الطلاب (اللاجئين الفلسطينيين حصراً) توفر مئة ألف دولار سنوياً فقط في سوريا من خلال الاعتماد على المصادر البرمجية المفتوحة. فكم سيكون التوفير على وزارة التربية والتعليم إذا ما تبنت مصادر البرامج المفتوحة عند مقارنتها مع الـ UNRWA بالتأكيد سيتم توفير ملايين الليرات سنوياً، وسيعطي أولوية لبرامج أخرى لدى وزارة التربية والتعليم السورية. يمكن النظر إلى الحصول على موضع قدم في السوق لمشروع تجاري على أنه يشبه بحث الحيوان عن موقع في البيئة. والأنواع التي تقوى على البقاء هي التي تقضي على منافسيها أو تجد طريقة للتعايش معهم في وفاق غير متجانس. فإذا ما تغيرت البيئة تغيرت الموازين من جديد. وهذا فيما يبدو هو ما يحدث في عالم اليوم في سوق الحوسبة. هناك عاملان رئيسيان وراء التغيرات الحادثة في بيئة الحوسبة، وهما: القوة المتنامية للإنترنت وزيادة الطلب من العالم النامي. وفي ضوء هذه التغييرات فإن أنظمة التشغيل "المفتوحة المصدر" وتطبيقاتها تستحوذ بشكل ثابت على مساحة متزايدة من عالم الحواسيب الشخصية الذي تستأثر فيه حالياً شركة ميكروسوفت بنحو %90 من السوق. ما هي البرمجيات "المفتوحة المصدر"؟ توجد في سان فرانسيسكو منظمة لا تستهدف الربح باسم مبادرة المصدر المفتوح (http://opensource.org )، وهي تحتفظ بسجل للمنتجات والتراخيص المعترف بها وتحافظ على تعريف المصدر المفتوح. ويقضي هذا التعريف بأن هذه البرمجيات (وأي تعديلات يدخلها المستعملون عليها) لا بد أن تكون متاحة للتقاسم الحر، وأن يكون الحصول على شفرة المصدر ميسراً، وأن يتاح للمستعملين تعديل البرمجيات أو تصحيح ما قد يعتورها من نقص. ويقضي هذا التعريف أيضاً بعدم اشتراط أي تراخيص إضافية لتبادل النسخ أو لأجزاء التطبيقات التي تستعمل بشكل منفصل عن البرمجية الأساسية. ومن أشهر المنتجات المفتوحة المصدر نظام التشغيل لينوكس (LINUX)، الذي نُشر لأول مرة في عام 1991. وهو يشتمل على برمجية أساسية طورها لينوس تورفالدس حينما كان طالباً في جامعة هلسنكي، داخلة في حزمة من برامج الترخيص العمومي العام (GNU) التي ابتكرها ريتشارد ستولمان في الثمانينات، وهو الآن رئيس مؤسسة البرمجيات الحرة (FSF). ولينوكس ليست شركة وإنما نظام تشغيل موجود في عدة صيغ مختلفة، ومعه عدد كبير من التطبيقات، وذلك نتيجة لتوزيعه وتعديله من خلال الإنترنت. ومن الممكن الحصول على تكنولوجيات البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر (FOSS) وتطبيقاتها، وهي لا تكلف شيئاً في تحميلها. ومع ذلك فليس من الضروري أن تكون البرمجيات المفتوحة المصدر متاحة دون تكلفة. فهناك شركات، مثل شركة ريد هات (Red Hat)، ومقرها في الولايات المتحدة، تقدم خدمات التصميم والدعم لاستخدام الأنظمة المفتوحة المصدر، كما تقدم حزم برمجيات.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 1